إن حلقات العلم هي
روح القلب وغذاء البدن، فيها تُستنار الدروب، وتمحى الخطوب، وتزيل أحزان القلوب،
وأعظم من ذلك كله أنها تُعرّف العبد بربه ومولاه الذي معرفته من أجل العبادات
وأعظمها، فذلك الذي يذهب ويعود إليها؛ إنه يذهب ليأخذ زاد معه ثم يعود ليستعمله في
حياته اليومية، إن خطاه التي تسير للطلب واغبرار قدماه لن تذهب سدى بل يكتبها الله
في صحائف أعماله، إنه محظوظ جداً، أجل.. لأن الله اصطفاه عن ذاك الذي لم يلتمس نور
هذا العلم المبارك الذي سيضيء حياته.. لن يشعر بهذا كله إلا من كان في تلك المجالس
العطرة وذاق من نفحاتها، والتمس أثرها في حياته، ثم حُرم منها! حقاً سيعرف قيمتها
ويتمنى لو يعود إليها ويسد التقصير الذي صدر منه، إنه ليحسد من هو فيها الآن، لأنه يعرف قدر النعمة التي يعايشونها. (اللهم
لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا)